التكنولوجيا المساعدة والحد من مخاطر الكوارث للأشخاص ذوي الإعاقة؟
الكاتب: م. نبيل عيد

Saturday, 7 March 2015

nabileid

 

 

لا أحد منا يشّك بقدرة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وأدوات التكنولوجيا المساعدة في تحسين حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة نواحي الحياة، وقد تناولت هذا الموضوع في أكثر من درراسة بحثية ومقال.

واليوم سأتناول في دراستي هذه بند أقرّ “حول الإعاقة والحد من مخاطر الكوارث والاستجابة الطارئة”، وبالتحديد من خلال إطار عمل تنفيذي2013-2020 ، جامعة الدول العربية، تحت عنوان “الإستراتيجية العربية للحد من مخاطر الكوارث”، والربط بين تنفيذ الاطار العام والمبادرات العربية والدولية الاخرى ذات العلاقة، مثل خطة العمل العربية للتعامل مع تغير المناخ والمبادرة العربية للتنمية المستدامة والمخرجات العلمية لمؤيمر R10+20 والاهداف العلمية للتنمية لما بعد 2015 وتطوير إطار عالمي للحد من مخاطر الكوارث فيما بعد 2015.

معظم البلدان في العالم قررت في الآونة الأخيرة تغيير أسلوبها في مواجهة الكوارث الطبيعية، وفهم مزايا الاستعداد للمخاطر المناخية والجيولوجية، عوضاً عن انتظار وقوع مثل هذه الكوارث ومن ثم العمل على الاصلاح وترميم البنية التحتية الناجمة عنها.

واليوم تُبذل جهوداً كبيرة لتصميم وتطبيق سياسات وخطط وتشريعات جديدة في إدارة مخاطر الكوارث. بدأ العمل على تصميم سياسات وأطر تنفيذية، وأنشئت وحدات لإدارة مخاطر الكوارث داخل الحكومات لتدعيم عملية التنسيق وإجراء عمليات تقييم لمخاطر الكوارث، إضافة إلى إنشاء أنظمة للإنذار المبكر، وبناء غرف عمليات لإدارة المخاطر، وإقامة مراكز تكنولوجيا معلومات مختصة لهذا الغرض.

وكغيرنا من البلدان فإننا اليوم بحاجة إلى تنسيق المزيد من الجهود والمبادرات بين الحكومات والمنظمات، وتآزر القطاع العام والخاص ومؤسسات المجتمع المدني من أجل التعاون الدولي والعربي فيما يتعلق بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وتحديداً التكنولوجيا الصحية المساعدة، من أجل مواصلة تعزيز التسهيلات الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، باعتبار ذلك وسيلة وهدفاً لتحقيق التنمية الشاملة لهؤلاء الأشخاص. مع الأخذ بعين الاعتبار أيضاً التكنولوجيات المساعدة والميسّرة لاستخدام ذوي الإعاقة عند تنفيذ جميع السياسات والاستراتيجيات الإنمائية، ولا سيما المتعلقة بالحد من أخطار الكوارث والقدرة على مواجهتها.

إن تجنب الكوارث والتأهب لها أمر على جانب عظيم من الأهمية لتقليل الحاجة إلى الإغاثة في حالات الكوارث لكافة المواطنين، وخاصةً بالنسبة للأشخاص ذوي الإعاقة، وإن تنمية وتعزيز القدرات على اتقاء الكوارث والحد منها وتخفيف آثارها مجال ذو أولوية عليا على أجندة المنظمات الدولية هذا العام، وذلك بالعمل على إيجاد وسائل إنذار مبكرة من الكوارث الوشيكة الوقوع ونشر المعلومات عنها بصورة فعالة، باستخدام وسائل وأدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووسائل الاتصالات السلكية واللاسلكية، بما في ذلك الإذاعة المحمولة، تلك عوامل أساسية للنجاح في تجنب الكوارث والتأهب لها.

المجتمع الدولي حالياً يقبل بضرورة التشارك في التكنولوجيا اللازمة لتجنب الكوارث والحد منها وتخفيف آثارها، ويجب أن تقدم هذه التكنولوجيا بالمجان، وفي حينها، كجزء لا يتجزأ من التعاون التقني للحد من أخطار الكوارث والقدرة على مواجهتها لتقييم التقدم المحرز في إدراج الإعاقة في سياسات وممارسات الحد من أخطار الكوارث وأهداف التنمية المستدامة.

 

ما هو التحدي الكبير الذي يواجه الأشخاص ذوي الاعاقة في حال وقوع الكوارث؟ وما هي الاجراءات المطلوبة للحد من مخاطر الكوارث؟.

التحدي الكبير الذي يواجه الأشخاص ذوي الاعاقة في العالم عموماً وفي المنطقة العربية على وجه التحديد وعلى الرغم من إقرارها في بعض البلدان العربية في خططها التنفيذية، الافتقار للتطبيق العملي والخطط في إدارة مخاطر الكوارث لهذه الفئات من حيث توفير أجهزة إنذار أو توفير المعلومات لهم أو إجراء تدريبات عملية لكيفية التصرف والاستجابة بناءً على التحذيرات من الكوارث قبل وقوعها. ومن هنا يأتي دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تطوير أدوات قادرة على التنبيه والتحذير قبل وأثناء وقوع الكوارث الطبيعية. وأذكر على سبيل المثال لا الحصر، “إرسال الرسائل النصية للأشخاص ذوي الاعاقة السمعية، الرسائل الصوتية للأشخاص ذوي الاعاقة البصرية، تقنية الرسائل التحذيرية بأجهزة الهاتف المحمول المخصصة بتطبيقات وأدوات التعرف على لغة برايل وخاصة الذين يعانون من إعاقة مركبة “بصرية – سمعية” والتي تم العمل عليها مؤخراً من قبل شركات التكنولوجيا المساعدة.

إن الاستثمار الأمثل لمجموعة متنوعة من أدوات وأنظمة الاتصالات المختلفة مثل البث الراديوي للأشخاص ذوي الإعاقة ضمن محطة خاصة يمكن أن تكون من الخطوات الأكثر استدامة في حالة الطوارئ، حيث تعتبر هذه الخطوة فعالة جداً وخاصةً فيما إذا تعرضت البنية التحتية لتكنولوجيا الاتصالات للإنهيار في أوقات الكوارث والطوارئ والتي يتم الاعتماد عليها عموماً من خلال الهواتف المحمولة أو استخدام التلفاز.

إذاً المسألة تنحصر في كيفية إيصال رسائل فعّالة للأشخاص ذوي الإعاقة بتنوع الأدوات ووضع كافة الاحتمالات قبل وأثناء حدوث الكارثة الطبيعية.

لقد أظهرت الكوارث التي مرت بها الكثير من البلدان الحاجة إلى إعادة التأهيل وإعادة الإعمار وبالتالي يضعنا هذا لأن نكون مستعدين قبل وقوع الكارثة وسيكون ذلك فرصة حاسمة للتقليل من المخاطر وبشكل أفضل من خلال إدماج الحد من مخاطر الكوارث في تدابير التنمية، مما يمكّن الدول والمجتمعات في القدرة على التكيف مع الكوارث.

المنظمات العاملة في شؤون الاعاقة وهي أكثر المنظمات المعنية بهذا الشأن، عليها أن تدرك أهمية تقييم مخاطر الكوارث وأن تباشر العمل على تصميم وتنفيذ خطط موضوعة خصيصاً لمتطلبات محددة، مع الأخذ بعين الاعتبار، الكثير من الإجراءات بما يتفق مع مبادئ التصميم العالمي. كما يجب عليها أيضاً الأخذ بعين الاعتبار مشاركة وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من المشاركة في جميع أنشطة إدارة مخاطر الكوارث واتخاذ القرارات من خلال التدريب الموجّه وبناء المهارات، وتوفير المعينات وإعادة التأهيل وغيرها من التدابير ذات الصلة.

لقد وضّحت الكثير من الاستراتيجيات الأهداف وأطر العمل، وأذكر على سبيل المثال إطار عمل “هيوغ”

من حيث تعزيز الإدماج الفعال لاعتبارات مخاطر الكوارث في سياسات التنمية المستدامة والتخطيط

واستحداث وتعزيز المؤسسات والآليات والقدرات التي يمكنها أن تسهم على نحو منتظم في بناء القدرة على مجابهة المخاطر، إضافة إلى الإدراج المنتظم لنهج الحد من المخاطر في تصميم وتنفيذ برامج الاستعداد للطوارئ و التصدي لها والتعافي منها. ويتم تعزيز الالتزام بمنهج شامل ومتكامل للحد من مخاطر الكوارث في مختلف القطاعات من خلال “التوعية والترويج ، التنسيق ،تعبئة الموارد، والإدماج”.

أما بناء القدرات اللازمة لتحديد ورصد وتقييم مخاطر الكوارث فيتم ذلك من خلال تقييم مواطن القوة والضعف ونظم الإنذار المبكر وتوفر الشبكات والخبراء في آن واحد.

إن بناء القدرة على المجابهة من خلال المعرفة والبحث والتدريب تتطلب مجموعة من المعطيات منها توفر نظم المعلومات، البحث العلمي والتطوير، التعليم، بناء القدرات والتدريب ومن ثم التوعية والنشر، إضافة إلى إنشاء قاعدة بيانات للمعلومات عن إحصائيات الأشخاص ذوي الاعاقة وطبيعة الاعاقات في المجتمع.

ما هي أهم التطبيقات وأدوات التكنوجيا المساعدة التي تساعد الأشخاص ذوي الاعاقة في التنبّه والانذار المبكر والاستجابة الطارئة؟

قبل الدخول في استعراض لأهم التطبيقات وأدوات التكنولوجيا المساعدة لا بد لنا من التركيز على أنظمة الإنذار المبكر لما لها من دور هام في إنقاذ حياة الكثير من الأشخاص ومنهم ذوي الإعاقة.

نُظم الانذار المبكر تحدد المعلومات حول نوع المخاطر، الرصد والتحليل والتنبؤ بتلك المخاطر، إضافة إلى التواصل وتعميم التنبيهات والتحذيرات من خلال الرسائل بكافة أنواعها وأدواتها، مثل صفارات الإنذار والتي تناسب الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية، والأضواء أو الأعلام الملونة التي تلبي احتياجات فئات أخرى من ذوي الاعاقة السمعية وغيرها، إضافة إلى الرسائل بأنواعها الصوتية، أو النصية أو بطريقة برايل، والرسائل النصية المبسطة والسهلة منها ليتم فهمها واستيعابها من قبل الأشخاص ذوي الاعاقة التعليمية والذهنية.

ومن هنا تبرز مجموعة من الأدوات المستخدمة في إيصال بعضاً من وسائل أجهزة الانذار المبكر ، نذكر منها:

الهواتف المحمولة والذكية

استخدام الهواتف الذكية أصبح الآن أكثر انتشاراً في جميع أنحاء العالم، والعديد من البلدان تعمل على تسخير قوة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتطبيقات. وهناك دراسات حالة لواقع الحياة والتجارب لبلدان عانت ومازالت تعاني من هذه الكوارث مثل تايوان واليابان وغيرهما من دول آسيا وشرق آسيا.

وتكتسب أهمية تطبيقات الهواتف الذكية بأنها عبارة عن برامج تصممها الشركات المصنعة لتقدم خدمتها للمشترك والتى تفيده فى حياته اليومية وفى شتى المجالات، ومنها الأخبار واستعراض لأهم الأحداث الآنية والمستقبلية. وحالياً عمل الهواتف الذكية تتيح خدمات إضافية ومساعدة تتجاوز مفهوم الاتصالات الصوتية والرسائل القصيرة لتقدم خدمات الولوج الى الشبكة العنكبوتية والخدمات الإضافية وتطبيقات الخلوي والفيديو ومشاهدة القنوات التلفزيونية والمكالمات المرئية، وهي خدمات تقدمها شبكات الاتصالات المتقدمة كالجيل الثالث. وتعمل جميع التطبيقات الجديدة على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية حيث تم تطويرها ضمن منصات أي أو إس وويندوز وأندرويد.

إن توفر البرمجيات المبتكرة المبيته حالياً كتطبيقات ضمن الهواتف الذكية يتم استعمالها من قبل الأشخاص الذين يعانون من شكل من أشكال الاعاقة إضافة إلى توفر إمكانية النفاذ التي تلبي احتياجات المستعملين الذين يعانون من مختلف أنواع الإعاقات مثل الحركية، والذهنية، والبصرية، والإدراكية، والسمعية وغيرها. ونذكر على سبيل المثال تقنية الاملاء الصوتي وتحويل النص إلى كلام، تغيير إعدادات العرض مثل حجم الخط أو تباين الألوان والرسائل الصوتية القصيرة كل هذه الأدوات والتطبيقات تمكن الأشخاص ذوي الاعاقة البصرية على سبيل المثال من النفاذ إلى تلك الخدمات.

ومن المهم أن أشير إلى أن دول آسيا وشرق آسيا هي الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية قد دأبت في الفترات الأخيرة إلى التعاقد مع شركات الهاتف المحمول لتوفير بيانات وتطبيقات الإنذار المبكر للأعاصير والفيضانات لجميع المناطق الساحلية، وتم اعتماد الهواتف المحمولة كوسيلة فعالة للحد من مخاطر الكوارث وخاصةً للأشخاص الذين يقطنون في المناطق الريفية.

ولفت نظري مقال نشر مؤخراً حول مشاركة أكثر من 1000 من مطوري البرمجيات وتطبيقات الهواتف الجوالة في تسعة بلدان هي: بنغلاديش، هايتي، الهند، اندونيسيا، اليابان، وباكستان، والفلبين، والولايات المتحدة، وفيتنام بإطلاق مسابقة ابتكار وعصف ذهني خلاّق لتحديد النماذج والتطبيقات الأولية السريعة لبناء أدوات من أجل معالجة سلسلة من التحديات في مواجهة الكوارث ونأمل نحن أيضاً أن نحتذي بهذا التوجه من خلال دعوة المبرمجين العرب للعمل على تطبيقات مخصصة وإيجاد حلول مبتكرة لمواجهة الكوارث وخاصة للأشخاص ذوي الاعاقة ولكافة أنواع الإعاقات، وأنا واثق تماماً أنه لدينا الكثير من المبتكرين والمبدعين في هذا المجال. وأذكر على سبيل المثال أن المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم”الألكسو” ومن خلال منصة الألكسو للتطبيقات الجوالة أعلنت عن إجراء مسابقة تحت شعار “تطبيقات عربية بكفاءات عربية” ونأمل من مطوري البرمجيات وتطبيقات الهاتف الجوال العرب أن يأخذوا بالحسبان العمل مستقبلاً على تطبيقات مخصصة للأشخاص ذوي الاعاقة من أجل التحذير والحد من مخاطر الكوارث في المنطقة العربية.

الإخطار والتنبيه باستخدام تكنولوجيا الإذاعة المحمولة، وباستخدام الرسائل النصية للهاتف المحمول، وذلك بتوفير محطة بث للهواتف مخصصة حتى ولو انهارت البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأيضاً باستخدام تقنية الإذاعة المحمولة فهي تقنية فعاّلة في الإخطار والتنبيه، فعّالة في استخدامها لتوفير خدمات البث إلى المناطق النائية أو التي دمرتها الكوارث وهي منخفضة التكلفة وبسيطة للعمل، إذا أنها تتكيف ذاتياً ويمكن نقلها بسرعة وسهولة عن طريق سيارة أوعن طريق الجو الى المناطق المنكوبة. إضافة إلى أنه يمكن تشغيلها بسرعة باستخدام مولدات للطاقة وحتى من مكان بعيد لتقوم بتغطية بث لمسافة أكثر من عشرات الكيلومترات.

 

الحوسبة السحابية وتطبيقاتها

الحوسبة السحابية منظومة أساسية في حفظ وإدارة وتنظيم بيانات وملفات كما تساعد على حفاظ سير الأعمال عبر شبكة الإنترنت.

يمكن أن تكون مفيدة في مثل هذه الحالات وخاصة في حال كان ولا يزال الاتصال بالانترنت متوفراً، وفيما إذا انقطعت شبكة الهواتف المحمولة، إن تجهيز البنية التحتية ضرورية لجعل معظم تطبيقات الهاتف الجوال قابلة للتطبيق، إن إضافة ودمج تكنولوجيا الحوسبة السحابية لتطبيقات الهاتف الجوال غالباً ما تعمل مع اتصال إنترنت نشط، وأذكر على سبيل المثال على أهمية الحوسبة السحابية أنها توفر تطبيقات لخريطة تفاعلية تنبّه من الأخطار النشطة التي تحدث، وعرض حالة تأهب يتم بثها فعلياً بإرسال البيانات من قبل هيئة المسح الجيولوجي مباشرة.

توفير المنازل الذكية

تكنولوجيا المنازل الذكية تتطور باستمرار في الآونة الأخيرة، وبإمكانها السيطرة والتحكم بالمعلومات وتزويدها مباشرة للأشخاص ذوي الاعاقة من حيث احتياجات الإنارة، وعوامل الأمان عبر الكاميرات والتي يمكن استخدامها للمراقبة داخل وخارج المنزل، إضافة إلى تزويدها بأجهزة الاستشعار عن بعد ونظام تشغيل الإنذار التلقائي وطلب المساعدة.

وهناك مبادرات عربية وضعت قيد التنفيذ لإنشاء مشاريع المنازل الذكية في دبي، الإمارات العربية المتحدة، ضمن استراتيجية “المدن الذكية”، حيث توفر هذه المنازل حزمة من الخدمات الذكية للسكان وللمشاريع ولبيئة المال والأعمال التي ينعم فيها الإنسان بالأمان والسلامة حيثما يكون. ونأمل من مبادرة ومؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم أن تتضمن مستقبلاً “المنازل الذكية” للأشخاص ذوي الاعاقة أو على الأقل، أن توضع الأولويات والتجهيز بحزمة الخدمات الذكية للأشخاص ذوي الاعاقة العاملون والموظفون ضمن هذه الأبنية وتزويدها بجهاز الإنذار المباشر من الكوارث.

تكنولوجيا الأقمار الصناعية

تنبيهات السلامة المنزلية باستخدام تقنية GPS، أو ما يسمى تكنولوجيا الأقمار الصناعية، وهذه التطبيقات أخذت تتطور لتصبح في متناول مجموعة كبيرة من المستخدمين.  إن مزودي خدمة GPS قادرون على توفير خط – أون لاين- فعّال من خلال التواصل مع الأشخاص ذوي الاعاقة وذويهم بما في ذلك المساعدة في حالات التنبه من مخاطر الكارثة. وأذكر على سبيل المثال أن دولة قطر قامت في الآونة الأخيرة باستثمارات كبيرة في البنية التحتية للاتصالات  المتعلقة بتكنولوجيا الأقمار الصناعية، والشبكات ذات النطقا العريض وغيرها من المجالات التي من شأنها زيادة عدد المحطات وتحسين نوعية البث. وبناءً على هذا ستستفيد محطات الإذاعة والتلفزيون من مجموعة واسعة من التكنولوجيا التي تتميز بسهولة النفاذ الرقمي للوصول للجمهور ومنهم الأشخاص ذوي الاعاقة من حيث يتم تفعيل استخدام “التعليق ” أو الترجمة التلقائية للأشخاص ذوي الاعاقة السمعية, وتفعيل استخدام الدبلجة الصوتية للأشخاص ذوي الاعاقة البصرية.

مواقع الكترونية معدّة خصيصاً للأشخاص ذوي الاعاقة في مواجهة الكوارث الطبيعية  أمثلة عن الممارسات الجيدة من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في إطار التحضير لمواجهة الكوارث والطوارئ، نذكر منها تجربتين من بلدين هما نيوزيلندا واليابان.

تجربة نيوزيلندا أنشأت الحكومة النيوزيلندية موقعاً على شبكة الانترنت، يتضمن الموقع معلومات مفيدة عن الكوارث الطبيعية مثل الزلازل، العواصف، الفيضانات، تسونماي، البراكين، انزلاقات التربية وغيرها من الكوارث الأخرى. ويقدم أيضاً المشورة حول كيفية الاستعداد الأفضل في مثل حالالا الكوارث المذكورة أعلاه. الموقع يوفر مجموعة من المعلومات على شكل ملفات MP3، ورسائل نصية، إضافة إلى توفر كتب الكترونية تعمل بتقنية DAISY ، ومجموعة من الأقراص المدمجة الصوتية وأشرطة الكاسيت، وطريقة برايل. وفي لغات مختلفة

يمكن الاطلاع على تفاصيل الموقع من خلال الرابط التالي:

http://www.getthru.govt.nz

تجربة اليابان شركة “بلس فويس” اليابانية تعمل على تقديم خدمة تحميل الفيديو عن بعد مجانا للأشخاص الذين يعانون من الاعاقة السمعية في المناطق التي ضربها الزلزال المدمر تسونامي في العام الماضي، ويوفر الموقع أيضاً مترجمي لغة الاشارة لمساعدة الناس في مناطق التالية: “ايواتي، مياجي وفوكوشيما” الوصول إلى المعلومات الضرورية عبر الهواتف الفيديوية، بعد فترة وجيزة من حصول الكوارث. للإطلاع على تفاصيل الموقع من خلال الرابط التالي:

http://www.plusvoice.co.jp

 

أخيراً ومن خلال مدونتي هذه أقترح بعضاً من النقاط والمعايير التي يمكن مناقشتها مع المهتمين بهذا الشأن في المنطقة العربية:

- ما هو المطلوب منا لوضع الاستراتيجية اللازمة لتفعيل دور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في مساعدة الأشخاص ذوي الاعاقة قبل وأثناء حدوث الكارثة الطبيعية، ووضع نظام متعدد المستويات للإبلاغ عن الكوارث لكافة فئات الأشخاص ذوي الاعاقة.

- بناء القدرات وكيفية إعداد مناهج التدريب وزيادة الوعي العام للحد من أخطار الكوارث الطبيعية، إضافة إلى تفعيل آليات الانذار المبكر والاستشعار عن بعد للأشخاص ذوي الاعاقة.

- إدارة المعلومات ونشرها وتعزيز الشبكات والشراكات من أجل تطبيق تدابير الحد من مخاطر الكوارث.

- إيجاد علاقة جوهرية وقائمة دائماً بين الحد من الكوارث والتنمية، ولابد من إشراك جميع الأطراف أصحاب المصلحة من حكومات ومنظمات إقليمية ودولية وكذلك منظمات المجتمع المدني لتفعيل هذه المبادرة.

آمل أن تحظى هذه المقالة بالردود والنقاشات المثمرة والمفيدة، للعمل معاً في تحسين حياة الأشخاص ذوي الاعاقة في المنطقة العربية، إنطلاقاً من خطط التنمية المستدامة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة مع بدايات هذا العام.  

الدراسة معدة من قبل: م. نبيل عيد

المنسّق الاقليمي لمؤسسة التليسنتر

الشرق الأوسط وشمال افريقيا

 

 المراجع والمصادر:

How can we use mobile apps for disaster communications in Taiwan: Problems and possible practice. https://www.econstor.eu/dspace/bitstream/10419/52323/1/67297973X.pdf P. 6

Accessible ICT tools and services in disaster and emergency preparation

www.gaates.org

 

المهندس نبيل عيد

يعمل حالياً منسّق إقليمي لمؤسسة التليسنتر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

خبير تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا المساعدة للأشخاص ذوي الإعاقة في المنطقة العربية

عمل منذ أكثر من عشرون سنة وفي أكثر من موقع في بحوث الاعاقة، وتحديداً تكنولوجيا التعليم والادماج والمبادرات الرقمية للأشخاص ذوي الاعاقة، إضافة إلى وضع خطط دراسية وخطط وطنية لتمكين الطلاب والأشخاص ذوي الاعاقة من النفاذ إلى الشمولية الرقمية، وكان آخرها تقديم مبادرة إلى الاتحاد الدولي للإتصالات بعناون””محو الأمية الرقمية للفتيات ذوات الاعاقة في المنطقة العربية “
ألّف العديد من الكتب والبحوث في هذا المجال، وقدم عشرات أوراق العمل إن كان على الصعيد الوطني والاقليمي والدولي.

كان من المساهمين كمستشار عن مؤسسة التليسنتر في إعداد الدراسة الدولية التي أقرتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة عام 2013 تحت عنوان “فرص تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ضمن إطار التنمية الشاملة للإعاقة”. بالتعاون مع المنظمات العاملة ضمن مؤسسات الأمم المتحدة.

neid@telecentre.org

@nabileid1